بذل العداء الجامايكي النجم أوسين بولت مجهودا كبيرا حتى تمكن من تأكيد مكانته الأسطورية في عالم ألعاب القوى عندما سجل زمنين قياسيين جديدين ليدخل النادى العالمى للرموز الرياضية ، ونافس بولت ببال مستريح في بطولة العالم لألعاب القوى التي اختتمت منافساتها أمس الأحد ببرلين كما فعل تماما خلال دورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008" الصيف الماضي.
وهذا ما ظهر واضحا عندما حدد النجم الجامايكي أولوياته في فترة توقف الموسم بعدما قطع سباق مئة متر للرجال في 58ر9 ثانية وسباق 200 متر في 19ر19 ثانية مسجلا زمنين قياسيين عالميين جديدين إلى جانب إحرازه ذهبية سباق التتابع القصير مع الفريق الجامايكي.
وقال بولت : "سأعود لدياري وأذهب في عطلة وإلى النوادي وإلى الشاطيء ، ولهذا أريد إنهاء الموسم بدون أي إصابات".
ولا يوجد لدى بولت ما يسعى لإثباته مع قرب انتهاء الموسم بانتهاء بطولة العالم ببرلين ، كما أن العداء الجامايكي يشعر بالإرهاق على أي حال. وكل ما هو مطلوب من بولت الآن هو أن يتقبل كل أنواع الإشادة والمديح وأن يصطحب معه لمنزله الجزء البالغ طوله ثلاثة أمتار من سور برلين الذي أهداه له عمدة المدينة كلاوس فوفريت بعد إنجازاته الكبيرة بسباقات العدو القصيرة.
وقال لامين دياك رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى مشيدا ببولت : "إن أوسين بولت هو الرجل الرياضي الأكثر شعبية حاليا وليس فقط لاعب العاب القوى الأكثر شعبية".
ووصف مايك باول صاحب الرقم القياسي العالمي في الوثب الطويل بولت بأنه "رياضي من عجائب الطبيعة" وأنه "لا يمكن مضاهاة قدراته الرياضية البحتة".
حتى أن باول ذهب إلى وصف بولت بانه يمتلك السمات التي تؤهله لتجاوز حاجز التسعة أمتار في مسابقة الوثب الطويل.
ومن المرجح الآن أن يحول بولت اهتمامه لسباق 400 متر في العام المقبل ربما ليضيف سباقا آخرا إلى قائمة ذخيرته الرياضية أو ربما ليعيد تقديم سباقات قصيرة أخرى بمفهوم جديد للناس.
وقال بولت : "هدفي هو أن أصبح أسطورة وهذا ما أعمل على تحقيقه ، وقد اقتربت من الوصول إلى ما أريد ولكن موسمين فقط ليسا فترة كافية".
وأضاف : "كانت بطولة عالم رائعة بالنسبة لي حيث حطمت زمنين قياسيين خلالها. لقد جئت هنا وبذلت قصارى جهدي رغم أنني لم أكن في أفضل حالاتي .. لم أقل إنني لم أكن سريعا بالدرجة الكافية ولكن الصعوبة كانت في الأدوار العديدة بالتصفيات".
وساعدت إنجازات بولت بلاده جامايكا على إلحاق هزيمة منكرة بغريمتها التقليدية الولايات المتحدة في السباقات القصيرة حيث كانت النتيجة النهائية 5/1 لمصلحة جامايكا مع اختتام فعاليات بطولة العالم للقوى بسباقاتها القصيرة الست. وهو ما يقترب من الإنجازالجامايكي في أولمبياد بكين عندما تفوقت على الولايات المتحدة 5/ صفر.
وجاء الفوز الأمريكي الوحيد في أحد سباقات العدو القصيرة ببطولة العالم الأخيرة عن طريق العداءة أليستون فيليكس في سباق 200 متر للسيدات ، وحتى بطل العالم السابق تايسون جاي لم يتمكن من الدفاع عن لقبه بسباق 200 متر للرجال عندما تخلف عن بولت بفارق 13 جزءا من المئة من الثانية في سباق 100 متر قبل انسحابه من سباق 200 متر.
وكان جاي يسعى للعودة إلى سباقات التتابع ولكنه لم تسنح له الفرصة لتحقيق هدفه لأنه ، كما حدث في أولمبياد بكين ، لم يتأهل أي من فريقي التتابع الأمريكيين سواء للرجال أو السيدات إلى نهائي السباق.
ومع ذلك فقد تصدرت الولايات المتحدة جدول الميداليات النهائي للبطولة التي ضمت 47 مسابقة برصيد عشر ذهبيات وست فضيات وست برونزيات في الاستاد الذي سبق للنجم الأمريكي الأسطورة جيسي أوينز الفوز فيه بأربع ذهبيات في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1936 .
وكان هذا الرصيد من الميداليات أفضل مما حققه الفريق الأمريكي لألعاب القوى في أولمبياد بكين عندما أحرز سبع ذهبيات وتسع فضيات وسبع برونزيات ولكنه جاء أسوأ بكثير مما حققه الفريق نفسه في بطولة العالم بأوساكا عام 2007 عندما أحرزت الولايات المتحدة 14 ذهبية وأربع فضيات وثماني برونزيات.
بينما ولدت رياضة ألعاب القوى من جديد في البلد المضيف لبطولة العالم ، ألمانيا ، بتحقيقها ذهبيتين وثلاث فضيات وأربع برونزيات. وحضر منافسات البطولة داخل الاستاد الأولمبي نحو 400 الف متفرج فيما شهد مئات الآلاف الآخرين في الشوارع سباقات المشي والماراثون التي أقيمت خارج الاستاد للمرة الأولى.
وجمع أكبر حدث رياضي هذا العام 1984 لاعبا ولاعبة من 201 دولة مع فوز أكثر من 30 دولة مختلفة بميداليات البطولة ووصول نحو 60 دولة للأدوار النهائية بمختلف السباقات والمسابقات.
من ناحية أخرى سقط النيجيري أماكا أوجويجبونام عداء سباقات 400 متر حواجز وعداء سباقات الموانع المغربي جمال شاطبي في اختبارات الكشف عن تعاطي المنشطات بين ألف اختبار شهدتهم البطولة.
واعترف دياك أيضا أن قضية العداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا بطلة سباق 800 متر والتي طالبها الاتحاد الدولي لألعاب القوى بإجراء اختبار للتأكد من نوعها بسبب قوة جسدها ومظهرها الرجولي كان يمكن التعامل معها بشكل أفضل.
وقال دياك : "كان يمكن التعامل مع هذه القضية بقدر أكبر من الحساسية ، أعترف بعدم الرضا عن أنفسنا لأننا كان بوسعنا التصرف بشكل أفضل .. ولكنها بالتأكيد ليست قضية تتعلق بالعنصرية".
وأصبح كينينيسا بيكيلي أول رجل يحرز ذهبيتي سباقي العدو للمسافات الطويلة في بطولة عالم واحدة بعدما أحرز لقبي سباقي خمسة آلاف متر وعشرة آلاف متر في دورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008" ، ولكن الإثيوبيين عانوا من الهزيمة أمام ألد خصومهم الكينيين إلى جانب آخرين في سباقات المسافات الطويلة على مستوى السيدات وسباقات الماراثون.
ولم تنجح بطلة القفز بالزانة الروسية يلينا إسينباييفا في تسجيل أي ارتفاع بينما أخفق بطل الوثب الطويل البنمي إرفينج سالادينو في محاولاته الثلاث ليصبحا أكثر صدمتين تشهدهما البطولة الأخيرة ببرلين.
وأحرز الأسترالي ستيف هوكر ذهبية مسابقة القفز بالزانة للرجال بقفزتين فقط بسبب الإصابة في فخذه بينما تصدر نجم سباقات الحواجز الكوبي دايرون روبلز ونجمة الماراثون الإثيوبية تيرونيش ديبابا قائمة الإصابات بالبطولة.
وتفوق الأمريكي لاشاون ميريت من جديد على مواطنه جيريمي وارينر في سباق 400 متر بينما أصبحت روسيا هي أول دولة تحرز جميع ذهبيات سباق المشي الثلاثة في بطولة عالم واحدة.
واستعادت الكرواتية بلانكا فلاسيتش توازنها بعد إخفاقها الأولمبي الكبير لتحافظ على لقبها ببطولة العالم في مسابقة الوثب العالي بعد منافسة محتدمة مع الألمانية أريانا فريدريتش.
وانضمت لاعبة رمي المطرقة البولندية أنيتا فلودارتشيك إلى بولت في قائمة تحطيم الأرقام القياسية بالبطولة.
وقال دياك : "لقد عشنا بطولة رائعة ، وتم الوفاء بكل الوعود التي قطعت خلال أولمبياد بكين".